جيل اليوم بين ضغوط التوقعات وضعف الدعم - مجلة مارڤيليا.

*جيل اليوم بين ضغوط التوقعات وضعف الدعم* 



يعيش جيل اليوم — من الشباب والمراهقين — وسط عاصفة من التحديات غير المسبوقة... فبين تطور تكنولوجي متسارع، وتغيرات مجتمعية هائلة، وتوقعات عالية من الأسرة والمجتمع، يجد هذا الجيل نفسه عالقًا بين رغبة في التميز وضغط دائم للشعور بالكفاءة والنجاح… وفي المقابل، يواجه غالبًا ضعفًا في الدعم النفسي والعاطفي الذي يحتاجه لينمو بشكل صحي ومتوازن.


* توقعات تفوق القدرة أحيانًا


تبدأ التوقعات منذ الصغر:


تفوق دراسي مستمر،


نجاح مهني سريع،


شخصية اجتماعية مثالية،


ومقارنة دائمة بالآخرين…


هذه التوقعات، رغم أنها تحمل نوايا طيبة من الأهل أو المجتمع، إلا أنها تتحول إلى عبء نفسي حين لا تترافق مع تفهّم لخصوصية كل فرد واختلاف مساره وظروفه.


* ضعف الدعم… شعور بالوحدة رغم الزحام


في ظل هذه التوقعات، يبحث جيل اليوم عن سند… عن من يسمعه دون أن يُحاكمه، عن من يطمئنه لا يضغطه، عن بيئة تحفّزه لا تحبطه. لكن الواقع يُظهر أن كثيرًا من الشباب:


يُفتقدون للقدوة الإيجابية،


لا يجدون من يوجّههم بصدق،


ويشعرون أنهم مطالبون بكل شيء دون أن يتلقوا الدعم الكافي.


حتى في المدارس والجامعات، يغيب أحيانًا الدعم النفسي الحقيقي، ويُستبدل بالنقد أو الإهمال، مما يضاعف شعور الفرد بالوحدة والارتباك.


* فماذا يحتاج هذا الجيل؟


الاعتراف بالمشاعر: لا يجب التقليل من مشاعر الحزن أو القلق أو الضياع، بل الاعتراف بها ومساعدتهم على تجاوزها.


الاحتواء بدل الضغط: الدعم لا يعني فقط النصائح، بل الإصغاء، والاحتواء، وفهم التحديات التي يواجهونها بعيونهم لا بعيوننا.


تعليم مهارات الحياة: مثل إدارة الوقت، تنظيم الأولويات، التعامل مع الإخفاق… بدلًا من الاكتفاء بالمطالبة بالنجاح.


قدوة واقعية: شباب اليوم لا يحتاجون إلى صورة مثالية مستحيلة، بل إلى نماذج إنسانية تعترف بالأخطاء وتستمر في المحاولة.


بيئة صحية: في البيت، في المدرسة، وفي المجتمع، لأن البيئة الإيجابية تصنع فرقًا لا يُقدّر بثمن.


* خاتمة


جيل اليوم ليس ضعيفًا، لكنه مُتعب... ليس تائهًا، بل مُثقلًا بالتوقعات. هو جيل ذكي، واعٍ، مختلف… لكنه يحتاج منّا أن نمدّ له يد الفهم لا الحكم، ويد الدعم لا التوبيخ. فإن لم نكن نحن الداعمين له، من سيكون؟


 _مقال اجتماعي بقلم الكاتبة كريمة حمدي عمارة_. 

Post a Comment

أحدث أقدم