فاطمه ابو الفضل في حوار الخاص مع مجله مارڤيليا
كتبت// فرحة وائل
"الاسم: ⤶||فـاطِمـة أبو الفـضل
"اللقب: لم أحدد لقبًا بعد، ويكفيني فخرًا أن يقترن اسمي باسم والدي.
"السن: 16 عامًا.
"الدولة: جمهورية مصر العربية.
"المحافظة: أسوان.
"الموهبة: الإلقاء، كاتبة، وشاعرة،
س1. كيف ومتى رأيت أنك تمتلك هذه الموهبة؟
حين كنت أقرأ، كانت الكلمات تبهرني، أدهش من عمقها، من صدقها، من اتساع عالمها... شعرت برغبة في أن أكون جزءًا من هذا السحر، فبدأت أكتب بطريقتي... أحبّ الناس ما أكتبه، فزادني ذلك يقينًا... أذكر أنني كنت في السابعة أو الثامنة من عمري، لا أستطيع التحديد بدقة، لكن الشعور كان أسبق من الزمن.
س2. متى كانت أول بداية لك في عالم الكتابة؟
بدايتي الحقيقية كانت مع حبي للقراءة... كنت أكتب في دفتر عقلي، أتخيل، أبدع، أزرع المعاني... لكن أول خطوة حقيقية كانت عندما كتبت شعرًا، وقرأه والدي مصادفةً... أعجب به وشجعني، ومن وقتها أدركت أن اليقين الأول قد سقط في داخلي، وأن الحرف سيبقى رفيقي. كنت صغيرة بما يكفي لأكتب بعفوية، وكبيرة بما يكفي لأشعر بعمق ما أكتبه.
س3. هل ستستمر في عملك ككاتب أو هتتوجه في دراستك لعمل اخر؟وإذا عملت بعمل آخر هل ستتوقف عن الكتابة أم لا؟
الكتابة لا أعتبرها مهنة، بل وطن ألوذ إليه... دراستي وشغفي فيها ليس له علاقة بالكتابة قد تأخذني إلى مجالات أخرى، لكن الكتابة تظل بيتي الداخلي، صوتي حين لا أتكلم، ومرآتي حين أتواري... قد أغيّر مساري المهني، لكن لن أتوقف عن الكتابة... فهي شغف لا يُعطّل.
س4. هل بدأ حبك للقراءة منذ الطفولة؟ وما هي أكثر القصص والكُتب تفضل قرائتها؟
أحببت القراءة منذ الطفولة، كانت عالمي الأول للهروب، ثم أصبحت وسيلتي لفهم هذا العالم... أُفضّل الكتب الثقافية والدينية، وكل ما يمنحني عمقًا فكريًا ويثري تجربتي الإنسانية
س5. هل يوجد كتاب غير تفكيرك؟ وما هو؟
لم يكن هناك كتاب بعينه، بل كل كتاب قرأته أضاف لي وعيًا جديدًا، ومفردات غنية، وآفاقًا أوسع للعقل والروح... القراءة تفتح نوافذ لم نكن نعلم بوجودها... هناك مقولة جميلة تقول "من يستطيع القراءة، يستطيع رؤية ضعف ما يراه الآخرون".
س6. ما هو أكثر عمل لك تفضله؟
النص الذي لم يُكتب بعد... قد يبدو غريبًا، لكن الكتاب الحقيقي يعيش في الانتظار، في ما لم يُخلق بعد... الحرف القادم هو الأكثر اشتعالًا في داخلي. قليل من سيفهم هذا.
س7. هل تفضل قراءة كتب ورقية أم إلكترونية؟
الكتب الورقية، بلا تردد... لا شيء يضاهي ملمس الورق، رائحته، وتقليب صفحاته في عزلة هادئة مع فنجان قهوة... لا إشعاعات، لا تنبيهات، لا شتات... الورق ينصت إليك كما تنصت إليه، وتشعر معه أن القراءة ليست عادة بل طقس روحي... ولكن بالطبع أقرأ على الهاتف أكثر بطبيعة الحياة.
س8. ما هو نوع النقد الذي تواجهه أغلب الأحيان؟
يُقال أنني أكتب بحدة لا تريح البعض، وأنني أواجه الضمير مباشرة، ولا أراعي هشاشة النفوس. لكني لا أكتب لترضية أحد، أكتب لأكون حقيقية... وأرحب بالنقد ما دام نزيهًا وصادقًا.
س9. من الذي كان يمثل لك الدعم؟
أبي، دون أن يشعر، يغمرني بالفخر... وأصدقاء من نفس الوسط الأدبي منحوني دفء الكلمات... والكاتبة آلاء أيمن لكن دعمي الأول والأخير كان وما زال نفسي.
س10. من هو مثلك الأعلى في عالم الكتابة؟
هناك كثير من الكتّاب العظماء، لا أفضّل أحدهم على الآخر. كلّ كاتب له بصمته، وصوته، وفرادته... أحب التنوّع وأتعلم من الجميع.
س11. ما هو أول نص لك؟
كان شعرًا كتبته عن شوقي لوالدي حين كان مسافرًا. لم أُطلع عليه أحدًا إلى اليوم، لكنه ما زال حيًا بداخلي.
س12. هل يوجد نص تحضر لتقديمه، وما الذيستتحدث عنه فيه؟
أجل، أعمل على نصّ يتناول الصمت المخيف تجاه ما يحدث في غزة... إنه صمت مؤلم، كثيف، لا يشبه أي صمت آخر.
س13. هل يوجد كاتب اقدم لك الاستفادة وتعلمت منه سرد النصوص؟
في بدايتي كانت موهبتي في الكتابة قد سبق وصقلتها القراءة، فكنت أكتب بمستوى أفضل بكثير من الذين يبدأون، وكنت أتعلم من القراءة والتحليل الأدبي، لكن نعم الكاتبة آلاء أيمن كانت معلمتي في البدايات... قدّمت لي من خبرتها، صوّبت أخطائي، وشجّعتني بأسلوبها الخاص... وتعلّمت من كل كاتب كتب بصدق.
س14. ما هي الخبرات التي اكتسبتها من كونك كاتب؟
الانضباط، الصبر، الجرأة في التعبير، التجرّد من التزييف، فهم الصمت وقوّته، اكتساب أسلوب خاص في التعامل مع الحياة والكلمات، وغيرهم الكثير انها خبرة.
س15. هل يوجد إنجازات أو جوائز حصلت عليها؟
نعم، حصلت على العديد من الشهادات وشاركت في كتب مطبوعة، والآن اعمل على كتابي المنفرد، لكني لا أسعى وراء الجوائز. فالكتابة بالنسبة لي ليست سباقًا، بل حياة.
س16. شاركنا بمثال عن وقت استطعت التعامل فيه مع أحد التحديات.
ليس لدي إجابة بالتحديد، فهناك أنواع للتحديات كتحدي فقدان الشغف مثلا، أو المرور بمشكلة عصيبة في فترة ما، أو محاولة الكتابة عن شيء لا أشعره، أو مواجهة نقد هدام، ولكن سأتحدث عن تحدي أصبح عادة لي،
كثيرًا ما طُلب مني أن أكتب بما يُرضي الناس ويراعيهم، فقررت أن أكتب عكس ما يُطلب مني... كتبت الحقيقة كما شعرت بها، ونُشرت. لا شيء أعظم من أن تكتب وأنت حر.
س17. ماذا تمثل لك الكتابة؟
الكتابة هي المأوى حين تضيق الحياة، وتثقل النفس الهموم، وهي الفضاء حين تضيق الروح... هي دفء الصمت، وامتداد القلب على الورق. هي أن تخلق عالمًا حين ينهار العالم حولك، تتحدث دون الخوف من إساءة الفهم، لا تنتقي الكلمات قبل لفظها، انها عالم آخر.
س18. ما الذي تتوقع أن يحدث يجعلك تتوقف عن الكتابة؟ وهل إذا حدث يمكنك فعلا التوقف؟
لا أعتقد أن شيئًا يمكنه أن يجعلني أتوقف بالمعنى الحرفي، فكما ذكرت سابقا في بدايتي كنت أكتب في دفتر عقلي، فمن وماذا يستطيع إيقاف خيالي، قد أتوقف مؤقتًا حين يخذلني التعبير، لكنّي أعود دومًا... الكتابة متصلة بالنبض.
س19. ما هي رؤيتك للمجلة؟
أن تكون منبرًا حرًا لمن يكتبون بصدق، مساحة للتعبير لا تقيّدها الأشكال أو المواضيع النمطية، وأن تُبرز المواهب الشابة وتقدّم محتوى ذا قيمة حقيقية.
س20. هل يوجد نصائح تقدمها لنا لتطوير المجلة؟
عمل ندوات توعية بلغة الضاد، فتح الباب للطاقات الجديدة، من مختلف المحافظات، الاهتمام بالأسلوب لا فقط بالمضمون،
خلق مساحة نقدية بنّاءة،
تنظيم ورش عمل للكتابة،
تخصيص ركن للأعمال الجريئة غير التقليدية.
فقط افتحو محيطا أزرق وابتعدوا عن المحيط الأحمر.
س21. كلمة تود أن تختتم بها هذا الحوار:
أقدم شكري للصحفية فرحة وائل على أسلوبها اللبق وأسئلتها الراقية، وأتمنى أم تزدهر مجلتكم وفقكم الله على هذا الإسهام المُحترم في تنشئة طائفة تقدر لغة الضاد حق التقدير، في المهاية الكلمات لا تموت، هي تعيش حتى في صمتها... فاكتبوا ما تشعرونه، لا ما يُتوقّع منكم. واحترموا نزف الحرف، لأنّه أحيانًا لا يُشفى.
#مجلة مارڤيليا
إرسال تعليق