التوحد والاكتئاب.
✍️ بقلم: مصطفى شلبي
يُعتبر التوحد (اضطراب طيف التوحد) والاكتئاب من الحالات النفسية والعصبية المعقدة التي تؤثر على الإنسان بطرق مختلفة، ورغم أن كلا الحالتين منفصلتان من حيث التعريف والتشخيص، فإن العلاقة بينهما أصبحت محور اهتمام في السنوات الأخيرة، خاصة مع ازدياد الوعي الصحي والنفسي حول العالم.
*ما هو التوحد؟*
التوحد هو اضطراب عصبي تطوري يظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. يؤثر على قدرة الفرد على التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويتضمن سلوكيات نمطية ومتكررة.
من أبرز أعراضه:
١-صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
٢-مشاكل في التفاعل الاجتماعي.
٣-أنماط سلوكية متكررة أو روتينية.
٤-صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعره.
*ما هو الاكتئاب؟*
الاكتئاب هو اضطراب نفسي يؤثر على المزاج، ويؤدي إلى شعور مستمر بالحزن، فقدان الاهتمام أو الاستمتاع، وقد يصاحبه أعراض جسدية ونفسية تؤثر على الأداء اليومي.
من أبرز أعراضه:
١-فقدان الشغف بالأشياء.
٢-الشعور بالحزن أو الفراغ.
٣-اضطرابات في النوم أو الشهية.
٤-ضعف التركيز.
٥-الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.
٦-أفكار انتحارية.
*العلاقة بين التوحد والاكتئاب.*
الأشخاص المصابون بالتوحد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، خاصة في سن المراهقة والبلوغ. وتشير الدراسات إلى أن التحديات الاجتماعية والعاطفية التي يواجهونها قد تؤدي إلى مشاعر العزلة والحزن المزمن.
*لماذا يحدث هذا؟*
١-العزلة الاجتماعية: صعوبة تكوين صداقات وفهم الآخرين قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة.
٢-التنمر أو عدم القبول: كثير من المصابين بالتوحد يتعرضون للرفض أو السخرية.
٣-الوعي الذاتي: عندما يدرك الشخص المصاب بالتوحد اختلافه عن الآخرين، قد يتولد لديه شعور بالإحباط أو القلق.
٤-عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: يجعل من الصعب التفرقة بين الاكتئاب والتغيرات السلوكية المرتبطة بالتوحد.
*تشخيص الاكتئاب لدى المصابين بالتوحد.*
قد يكون تشخيص الاكتئاب عند المصابين بالتوحد صعبًا، لأن كثيرًا من أعراض التوحد تتشابه مع أعراض الاكتئاب مثل:
١-الانسحاب الاجتماعي.
٢-تغيرات في النوم أو النشاط.
٣-قلة التعبير عن المشاعر.
لذلك، يحتاج الأطباء إلى أدوات خاصة وفهم عميق لطبيعة التوحد لتفريق الأعراض بدقة.
*العلاج والدعم*
علاج التوحد:
١-العلاج السلوكي (مثل تحليل السلوك التطبيقي).
٢-العلاج بالكلام والتواصل.
٣-دعم أكاديمي واجتماعي مخصص.
*علاج الاكتئاب*
١-العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي.
٢-الأدوية (بإشراف الطبيب النفسي).
٣-الدعم الأسري والمجتمعي.
وغالبًا ما يتطلب العلاج خطة متكاملة تشمل كلا الجانبين، خصوصًا عند وجود الحالتين معًا.
رغم التحديات التي يفرضها التوحد والاكتئاب، فإن الوعي والتدخل المبكر يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في تحسين نوعية الحياة من الضروري تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين بالتوحد، والاهتمام بأي تغيرات في المزاج أو السلوك قد تدل على اكتئاب كل إنسان يستحق أن يُفهم ويُحتضن، وأن يُمنح الفرصة ليعيش حياة كريمة وآمنة.
بقلم/ مصطفى شلبي
#مجلة مارڤيليا
إرسال تعليق