ما هو مستقبل الصحافة الورقية في العالم الرقمي؟ - مجلة مارڤيليا.

 ما هو مستقبل الصحافة الورقية في العالم الرقمي؟



نابليون بونابرت والحملة الفرنسية على مصر، وظهور أول مطبعة للورق وبداية الصحف، من جريدة الوقائع إلى الأهرام واليوم السابع حتى أجيال تيسلا، رحلة عظيم وطويلة للصحافة، فهل سوف يأتي اليوم الذي تختفي فيه الصحف الورقية وتنتقل إلى النظام الرقمي بكل محتواها، هل نحن إقتربنا من العصر الرقمي الكامل، وانتهاء الورق والصحف هذا ما سوف نكتشفه.


إذا نظرنا في وقتنا الحالي وعقدنا مقارنة بين الصحف الرقمية وبين الصحف الورقية، أيهما أكثر استمرارية عبر الأجيال والأزمان، بكل سهولة سوف تقول الصحف الورقية، لكن هناك من يعاكسك الرأي ويقول لقد إنخفاض معدل طباعة ونشر الصحف اليومية في دولة مثل الولايات المتحدة من 62 مليون نسخة إلى 24 مليون نسخة ويخبرك أن المجلات الرقمية والإعلام والصحافة الرقمية بشكل عام في زيادة مستمرة وانتشار أوسع، حسنًا أوافقك الرأي وكلامك صحيح لكن لدي رأي آخر وتعال أخذك في جولة قصيرة لبحر ذكرياتك العميق.


من منا لا يحب القراءة الورقية، من منا لا يعشق شيء اسمه ورق وتقليب صفحات، هذه ثوابت راسخة في عقيدة القراءة بشكل عام، دعك من هذا الرأي وانظر لأحدهم سوف يقول الواقع الافتراضي أكثر دقة وأسرع انتشار من المجلات والصحف الورقية، هذا صحيح لكن أنظر لجريدة مثل اليوم السابع الإلكترونيّة وانظر لطبعتها الورقية، وسوف تكتشف الفرق الشاسع في التنوع الموضوعات، واستفاضة الموضوعات بالشرح والإيضاح، سوف تجد الفرق بنفسك جليًا أمامك، بالطبع لا اختلاف في كل ما هو رقمي من ثوابت واستقرار، لكن لا أحد ينكر أن الصحف الورقية لها قاعدتها الراسخة في الصحافة، وبالتالي يصعب محو الصحف الورقية من الوجود مطلقًا بشكل نهائي، باختلاف الآراء ووجهات النظر دومًا ما تجد أشياء برغم بدائيتها في نظر البعض لكنها لاتزال تحافظ على قيمتها داخل النفوس والأفكار لذلك من الصعب إختفاء الصحافة الورقية لكن هناك ما يمكن القول بأنه علاقة تكامل بين الصحافة الرقمية والورقية، فكلا الأمرين يكملا بعضهم.


وهناك أشياء موجودة في الصحف والجرائد في المحتوى نفسه، مثل الأعمدة لأحد الصحفيين أو الكتاب، هناك صفحة مثل صفحات الحوادث، صفحة الوفيات، صفحة الوظائف، صفحة الترفيه من نكات ألعاب مثل سودوكو، فن الكاريكاتير الذي انتشر بشكل كبير بسبب الصحف، غير الصفحات الإقتصادية والرياضية والفنية، تخيل كل هذا التنوع موجود بين يديك بدون الحاجة لإنترنت أو كهرباء وسهل الوصول إليه بلا تعقيدات؛ من خلال مطالعتي للمواقع والمجلات الشهيرة الرقمية أرى أن هناك الفارق الشاسع بين المحتوى الرقمي والورقي بالنسبة حتى للأهمية الإخبارية والمصداقية الصحفية وسرعة الوصول للمعلومة، فبالرغم من كل مميزات الصحافة الرقمية إلا أنه ماتزال الصحف الورقية لها قدرها وقيمتها في أرض الواقع.


وفي الختام لن يكون هنا مستقبل ما لم يكن هناك ماضي تبني عليه وحاضر تمهد به وتأسيس عليه مستقبلك، كنت معكم الصحفي علاء الخولي من مارڤيليا أتحدث للعالم نصل، على أمل اللقاء من جديد انتظرونا؛ أستودعكم الله.

Post a Comment

أحدث أقدم