القرن الذهبي: صعود الرواية في القرن التاسع عشر
بقلم : مصطفى شلبي
عُرف القرن التاسع عشر بأنه قرن صعود الرواية كفن أدبي شعبي، لم تقتصر على الخيال والأحداث غير المنطقية التي تُقرأ في وقت الفراغ فقط، بل أصبحت وسيلة لمعالجة العديد من القضايا والمشكلات، مثل:
1. مشكلات المجتمع
2. الحروب والعبودية
3. الثورة الصناعية
4. الأخلاق والقيم
وتضمّن أدب هذا القرن العديد من الأنماط الأدبية، من أبرزها:
1. الرومانسية
2. الواقعية
3. الوجودية
4. الرمزية الاجتماعية
وقد عُرف هذا القرن بكُتّابه البارزين، الذين تميزوا بقدرتهم على التعبير عما بداخلهم بأسلوب بسيط وواضح، يصل بسهولة إلى القارئ، ويُسلّط الضوء على قضايا مهمّشة في مجتمعاتهم، خاصة في أوروبا، حيث كانت هناك العديد من القضايا الاجتماعية التي لم تلقَ اهتمامًا كافيًا، فقام الأدباء والروائيون بإحيائها ومناقشتها بجرأة، مقدمين حلولًا أدبية وإنسانية لها.
كان من بين هؤلاء الكُتّاب أسماء بارزة من مختلف البلدان، رجالًا ونساءً، لكن حديثنا اليوم عن كاتب عظيم، ناقش في أعماله قضايا مثل الفقر، والسجون بسبب الديون، والطفولة المهدرة، وهو الكاتب والروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز.
من هو تشارلز ديكنز؟
تشارلز ديكنز، أحد أعظم أدباء القرن التاسع عشر، وُلِد في فبراير عام 1812، وتوفي في يونيو 1870.
نشأ في عائلة متوسطة الدخل، وسُجن والده بسبب تراكم الديون، مما اضطر ديكنز للعمل في سن مبكرة في مصنع لصناعة ملمّعات الأحذية عاش طفولة قاسية مليئة بالصعوبات والمشقات، لكنه لم ييأس، بل تعلّق بالأدب الإنجليزي وأراد أن يُعيد تشكيله بطريقة تُسهم في حل المشكلات الاجتماعية.
أبرز رواياته
اشتهر تشارلز ديكنز بعدد من الروايات التي ناقشت قضايا اجتماعية مهمة، ومنها:
1. Oliver Twist
2. A Christmas Carol
3. Great Expectations
4. Bleak House
5. Hard Times
كل رواية من هذه الأعمال تطرقت إلى مشكلة مختلفة، لكنها جميعًا صبّت في مصلحة المجتمع، وسعت إلى إحداث تغيير حقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ديكنز.. صوت المهمشين
كتب ديكنز رواياته استنادًا إلى ما كان يراه في حياته اليومية من فقر، ومعاناة، وظلم، وإهدار للحقوق. كان يسير في شوارع لندن، يُراقب الواقع عن كثب، ويحوّله إلى أدب إنساني مؤثر.
لم يكن مجرد كاتب، بل كان صوتًا للمهمشين والفقراء الذين سُلبت حقوقهم في المجتمع الإنجليزي.
ساعدت رواياته في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية كانت تُعد من المحظورات، وتميّز بأسلوب فني خاص في رسم الشخصيات، خاصة الثانوية منها، كما اعتمد على السخرية والنقد الاجتماعي في أعماله، ودمج بين الدراما والمأساة والواقع، بأسلوب مبسط وقوي في آنٍ واحد.
في الختام ..
نقف هنا مع أحد أعظم كتّاب الأدب الإنجليزي في القرن التاسع عشر، لنُدرك أن القضايا الاجتماعية قد تُحل أحيانًا بكلمات صادقة تلامس الوعي الجمعي، ولكن إيصال هذه الكلمات يختلف من كاتب إلى آخر.
علينا جميعًا أن ننظر إلى المجتمع ككيان مشترك يجمعنا، لا كمصنع متهالك يَسكنه الفقر والظلم، فكلّنا بشر، وكلّنا نستحق أن نُعامل بكرامة وإنصاف.
إرسال تعليق