كيرلس عادل… حين يتحول الفحم إلى نبض وملامح

 كيرلس عادل… حين يتحول الفحم إلى نبض وملامح



بقلم: فريدة نصر فرج 


في أحد شوارع حي "غيط العنب" بالإسكندرية، هناك شاب يرى العالم من خلال عينيه وقلم الفحم في يده...

كيرلس عادل جرجس، ابن الـ 26 عامًا، خريج كلية التربية – جامعة الإسكندرية، كان يحلم بأن يدخل كلية الفنون الجميلة، لكن التنسيق قرر مسارًا آخر... ومع ذلك، لم يسمح للحلم أن يتبخر… بل حوّله إلى واقع يمشي بجانبه كل يوم، وهو يعمل مدرسًا للغة الإنجليزية ويمارس فنه دون انقطاع.


طفولة مرسومة بخطوط القلب


بدأت الحكاية في مقاعد الدراسة الابتدائية؛ حيث كان الطفل الصغير يرسم بما يفوق سنه، ليصبح محور إعجاب مدرسيه وزملائه... الورقة والأقلام لم تكن مجرد أدوات… كانت ملاذه في لحظات الفرح، ورفيقه في أوقات الانكسار... الرسم كان لغته السرية، والبوابة التي يهرب من خلالها من ضغوط الحياة.


منذ البداية، كان البورتريه هو عشقه... بالنسبة له، ملامح الوجوه — خاصة وجوه المشاهير — تحمل قصصًا تستحق أن تُروى بالخطوط والظلال... عبر فنه، يحاول تسليط الضوء على نماذج مشرفة في الفن، الرياضة، الدين، وحتى المجتمع.


سر الفحم


اختياره لخامة الفحم لم يكن صدفة... يصفها بأنها خامة تمنح الملامح حياة خاصة، وواقعية تضاهي الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود... سواء استخدم البودر أو الأعواد الجرافيتية أو الأقلام، يجد في الفحم حرية كاملة لتجسيد أدق التفاصيل.






من أول أيقونة… إلى البطل أحمد المنسي


أول أعماله كانت أيقونات قبطية بسيطة... لكن أول ظهور له على السوشيال ميديا كان برسم بورتريه للبطل أحمد المنسي – رحمه الله – بدون تظليل، ورغم بساطته، نال إعجابًا واسعًا وانتقادات كذلك... كانت تلك اللحظة أول اختبار له أمام الجمهور.


الذات قبل المقارنة


كيرلس لم يدرس الفن أكاديميًا، بل صقله بالتجربة والممارسة... يعترف أن أصعب ما واجهه كان مقارنته لنفسه بالمحترفين في بداياته، الأمر الذي كاد يثنيه عن الاستمرار... لكن النقد السلبي، الذي رآه في البداية جارحًا، تحوّل لاحقًا إلى وقود لإصراره... وأمام كل سقوط، كان ينهض من جديد.


وراء هذا الثبات، كانت الأم… الداعم الأول، التي وفرت له كل ما يحتاجه، من الأدوات إلى الكلمة التي تدفعه للمضي قدمًا.


أحلام على مقاس الفن


يحلم كيرلس بإقامة معرض لبورتريهاته يحمل اسم "دافنشي"، وأن يمثل مصر في محافل دولية... يريد أن يعلّم، ويفتح ورشًا تدريبية للصغار والكبار، وأن يصدر مجلة كاريكاتورية ساخرة مستوحاة من الواقع.


الجمهور… المقياس الحقيقي


يرى أن جمهوره هو "جيش داعم" له، يمده بالطاقة، ويوجهه بملاحظاته... كل إعجاب، كل تفاعل، هو بالنسبة له وسام صغير يعلّقه على جدار قلبه.


وجوه في قائمة الانتظار


رسم العديد من الشخصيات، من الفنان محمد صبحي إلى أحمد أمين وسلمى أبو ضيف، وحتى السير مجدي يعقوب... لكن عينه ما زالت على وجوه لم ترسم بعد: الدكتور المشالي، جورج وسوف، ومحمد عبد الوهاب.


رسالة للموهوبين


"صدق نفسك… لا تقارن نفسك بأحد... آمن بموهبتك، فهي مفتاح النجاح"، هكذا يلخّص كيرلس وصيته لكل من يبدأ الطريق.

Post a Comment

أحدث أقدم