الدولة الأموية.. بداية جديدة للتاريخ الإسلامي.
✍️ بقلم: الكاتب/ محمد البسيوني
بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب، أسدل الستار على عهد الخلفاء الراشدين، لتبدأ صفحة جديدة في كتاب التاريخ الإسلامي، صفحة حملت اسم الدولة الأموية، التي أسسها الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، ليكون أول خلفائها، وتنطلق منها أكبر توسعات الإسلام في العالم.
سُمِّيت الدولة الأموية نسبة إلى أمية بن عبد شمس، الجد الأكبر لمعاوية، وكانت أول دولة إسلامية تُحكم بنظام الخلافة الوراثية بدلاً من الشورى. وخلال فترة حكمها التي امتدت من عام 661م إلى 750م، تعاقب على عرشها أربعة عشر خليفة، من أبرزهم:
معاوية بن أبي سفيان (661-680م)
عبد الملك بن مروان (685-705م)
الوليد بن عبد الملك (705-715م)
عمر بن عبد العزيز (717-720م) والذي اشتهر بعدله وتقواه.
ولعل أبرز ما ميّز الدولة الأموية هو نقل عاصمة الخلافة من المدينة المنورة إلى دمشق، وهو قرار ذكي من معاوية، إذ كانت دمشق تتمتع بموقع استراتيجي وقربها من مراكز التجارة والدولة البيزنطية، إضافة إلى كونها مركز نفوذه حين كان والياً على الشام.
ومن التغييرات الكبرى التي حدثت في العهد الأموي:
⭐ تحوّل الخلافة إلى نظام وراثي، ما أدى إلى بعض الفتن أبرزها واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين، وكذلك مقتل عبد الله بن الزبير.
⭐ ازدهار العمران؛ فقد بنى الأمويون قصورًا فخمة ومساجد ضخمة مثل قبة الصخرة، وجددوا المسجد الأقصى.
⭐ تعريب الدولة؛ حيث عُرّبت الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان، وتم سك أول عملة عربية، بعدما كان المسلمون يتعاملون بالعملات البيزنطية والفارسية.
⭐ الفتوحات الإسلامية، التي سنتحدث عنها باستفاضة في المقال القادم، فقد توسّعت الدولة شرقًا وغربًا حتى وصلت إلى الصين والأندلس!
لقد كانت الدولة الأموية بحق مرحلة مفصلية في التاريخ الإسلامي، نقلت الأمة من البساطة الأولى إلى التمدّن والتنظيم الإداري الواسع.
ترقّبوا في المقال القادم الحديث عن أعظم الفتوحات التي حققها الأمويون وكيف نشروا الإسلام في بق
اع لم تكن لتتوقع أن يصلها!
إرسال تعليق