كيف تساعد الكتابة على الإنترنت في الكشف عن الهوية مجلة مارڤيليا

 كيف تساعد الكتابة على الإنترنت في الكشف عن الهوية: تحليل "بصمة النص"



كتب د/عاطف سامح العوامري 


مع التقدم التكنولوجي المتسارع، أصبح من الممكن اليوم تحديد هوية كاتب نص على الإنترنت بدقة عالية من خلال تحليل "بصمة النص". تعتمد هذه التقنية على تحليل الأنماط اللغوية والأسلوبية التي تميز كتابات الأفراد. في هذا المقال، سنستعرض كيف تساعد الكتابة على الإنترنت في الكشف عن الهوية، والتقنيات المستخدمة لتحقيق ذلك، والفوائد والتحديات المرتبطة بهذه التقنية.


التطور التاريخي لتحديد الهوية

تطور تحديد هوية الأفراد في التحقيقات الجنائية بعد أن كان تحديد هوية الأشخاص في التحقيقات والادله الجنائية والطب الشرعي يتم باستخدام بصمات أصابعهم، ثم تحليل الحمض النووي، مروراً بتحليل الصوت، ثم بصمة العين، نشهد اليوم تحديد هوية كاتب نص على المنصات الإلكترونية، ربما بذات الدقة، باستخدام ما يُسمى تحليل "بصمة النص". ويسعى مطورون داخل وحدة أبحاث تابعة للمخابرات الأميركية، لاستخدام تقنية تم بناؤها لمكافحة التضليل عبر الإنترنت، من أجل تحديد هُوية شخص ما من خلال طريقة كتابته عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الذكاء الاصطناعي.


تقنية "بصمة النص"

تعتمد تقنية "بصمة النص" على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البنية الخفية للنصوص عبر الإنترنت. يطور خبراء في وحدة أبحاث تابعة للمخابرات الأميركية تقنيات لمكافحة التضليل عبر الإنترنت، وتحديد هوية الأشخاص من خلال طريقة كتابتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه التقنية تُعرف باسم برنامج (HIATUS) وتعمل على تحليل البنية الأسلوبية للنصوص وإسنادها لأصحابها.


كيفية عمل التقنية

تعتمد تقنية "بصمة النص" على تحليل الأنماط الأسلوبية مثل وضع الكلمات، بناء الجملة، واستخدام العبارات المميزة. تشبه هذه الطريقة كيفية تحديد هوية الأشخاص بناءً على خط اليد في الطب الشرعي. يمكن للبرنامج الكشف عن السمات الكتابية الفريدة لكل كاتب، مما يساعد في تحديد هوية المؤلف بدقة عالية.


دور الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق

تعتمد هذه التقنية بشكل أساسي على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق. تختلف هذه الخوارزميات عن الأجيال السابقة التي كانت تعتمد على تطابق الكلمات أو التحليل البشري. يبحث البرنامج عن أنماط جمل معينة والتكرار في نمط الكلام، مما يساعد في الوصول إلى نتائج دقيقة.


التطبيقات العملية

تُستخدم تقنية "بصمة النص" في مجموعة واسعة من التطبيقات العملية:

1.مكافحة التضليل: يمكن استخدام التقنية لتحديد هوية أصحاب حملات التضليل على الإنترنت.

2.مكافحة الاتجار بالبشر: تساعد في تحديد هوية المتورطين في جرائم الاتجار بالبشر من خلال تحليل نصوصهم.

3.الأمن السيبراني: تُستخدم للكشف عن الحسابات الآلية التي تنشر المعلومات المضللة أو البذاءات.



التحديات والجدل

رغم الفوائد العديدة، تواجه تقنية "بصمة النص" تحديات تتعلق بالخصوصية والأمان. قد يُعتبر تحليل النصوص للكشف عن الهوية انتهاكاً للخصوصية، خاصة إذا تم دون موافقة الشخص. كما أن هناك جدلاً حول كيفية استخدام هذه التقنية بطرق أخلاقية ومسؤولة لضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد.



في الختام تشكل تقنية "بصمة النص" قفزة نوعية في مجال تحديد هوية الأشخاص باستخدام التكنولوجيا. من خلال تحليل الأنماط الأسلوبية للنصوص، يمكن لهذه التقنية تقديم مساعدة كبيرة في مكافحة التضليل والاتجار بالبشر وتحقيق الأمان السيبراني. ورغم التحديات والجدل المحيط بها، فإنها تمثل جزءاً أساسياً من مستقبل التحقيقات الجنائية والذكاء الاصطناعي.


المستقبل المتوقع

يعمل الباحثون على تطوير أنظمة تحليل النصوص لتكون قادرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من النصوص واللغات الأجنبية. يتوقع أن تلعب هذه التقنية دوراً كبيراً في تحسين أداء الوكالات الأمنية والاستخباراتية وتلبية احتياجاتها الخاصة. تظل التفاصيل حول حالات الاستخدام المستقبلية غير واضحة، ولكن من المتوقع أن تزداد أهمية هذه التقنية على مر الزمن.

Post a Comment

أحدث أقدم