دور الطب النفسي الشرعي والأدلة الجنائية في تحقيق العدالة - مجلة مارڤيليا


 دور الطب النفسي الشرعي والأدلة الجنائية في تحقيق العدالة



كتب.د/عاطف سامح العوامري 


يعد الطب النفسي الشرعي فرعاً مهماً من الطب الشرعي، حيث يجمع بين المعرفة الطبية النفسية والقانونية لتحقيق العدالة. يلعب الأطباء النفسيون الشرعيون دوراً حيوياً في تقييم الحالة النفسية للأفراد المتورطين في القضايا الجنائية، سواء كانوا متهمين أو ضحايا، ومساعدة النظام القضائي في اتخاذ قرارات مستنيرة وعادلة.


 تقييم الحالة العقلية للمتهمين


أحد الأدوار الأساسية للأطباء النفسيين الشرعيين هو تقييم الحالة العقلية للمتهمين في الجرائم. يشمل هذا التقييم عدة جوانب:


 1. تحديد المسؤولية الجنائية

يحدد الأطباء النفسيون ما إذا كان المتهم قادراً على فهم طبيعة أفعاله ونتائجها وقت ارتكاب الجريمة. هذا التقييم مهم لتحديد ما إذا كان الشخص يتحمل المسؤولية الجنائية أو أنه كان يعاني من اضطراب عقلي يعيق قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ.


تقييم الضحايا والشهود


 1. الصحة النفسية للضحايا

يتضمن دور الأطباء النفسيين الشرعيين تقديم الدعم النفسي للضحايا وتقييم تأثير الجريمة على صحتهم النفسية. يمكن أن يشمل ذلك علاج الضحايا من الصدمات النفسية وتقديم تقارير طبية للمحكمة توضح مدى تأثير الجريمة عليهم.


 2.الشهادات النفسية

تقييم الحالة العقلية للشهود يمكن أن يؤثر على مصداقيتهم. يقوم الأطباء النفسيون بفحص الشهود لتحديد ما إذا كانت حالتهم النفسية تؤثر على قدرتهم على تذكر الأحداث والإدلاء بشهادتهم بشكل دقيق.


 تقارير الطب النفسي الشرعي


يعد إعداد التقارير النفسية الشرعية جزءاً أساسياً من عمل الأطباء النفسيين في النظام القضائي. تحتوي هذه التقارير على تقييمات مفصلة للحالة النفسية للأفراد المعنيين وتوصيات حول كيفية التعامل معهم من الناحية القانونية. تُستخدم هذه التقارير في المحاكم لدعم أو تفنيد الأدلة وتوجيه القضاة في اتخاذ قرارات مستنيرة.


العلاج وإعادة التأهيل


 1.برامج العلاج

يوفر الأطباء النفسيون الشرعيون برامج علاجية للمجرمين الذين يعانون من اضطرابات نفسية. هذه البرامج تهدف إلى معالجة المشاكل النفسية والسلوكية للمساعدة في إعادة تأهيل الأفراد ومنع تكرار الجرائم.


 2. التقييم المستمر

يستمر دور الأطباء النفسيين بعد المحاكمة، حيث يقومون بتقييم الحالة النفسية للمحكومين بشكل دوري لضمان تلقيهم العلاج المناسب ومراقبة تقدمهم.


 التعاون مع الجهات القضائية


 1.تقديم الشهادات في المحكمة

يقدم الأطباء النفسيون شهادات متخصصة في المحكمة تشرح النتائج النفسية وتفسر تأثيرها على القضية. هذه الشهادات تُساعد القضاة والمحلفين على فهم الحالة العقلية للمتهمين والضحايا بشكل أفضل.


 2.المشاركة في اللجان المتخصصة

يشارك الأطباء النفسيون في لجان متخصصة لتقديم المشورة حول القضايا الجنائية المعقدة، مثل جرائم العنف الأسري والاعتداءات الجنسية. هذه اللجان تسهم في تطوير سياسات وقوانين تهدف إلى حماية المجتمع وتحقيق العدالة.


في النهايه يلعب الطب النفسي الشرعي دوراً حيوياً في تحقيق العدالة من خلال تقديم تقييمات نفسية دقيقة للأفراد المتورطين في النظام القضائي. من خلال تقييم المسؤولية الجنائية، تقديم الدعم للضحايا والشهود، وإعداد التقارير والشهادات النفسية، يسهم الأطباء النفسيون في ضمان نزاهة وعدالة الإجراءات القانونية. 

هذا التعاون الوثيق بين الطب النفسي والنظام القضائي يعزز من قدرة المجتمع على التعامل بفعالية مع القضايا الجنائية المعقدة وتحقيق العدالة للجميع.

Post a Comment

أحدث أقدم